السبت، 3 ديسمبر 2011

ما الذي يحمله المستقبل؟


ما الذي يحمله المستقبل؟
 
يعتبر استشراف المستقبل و تخمين و ما يحمله المجهول في جعبته من التغيرات في ما يتعلق بحياة الإنسان على هذا الكوكب أحد أهم المسؤوليات و الأعمال التي يجب أن تأخذ  بعين الاعتبار عند كل أمة ترغب في استغلال الفرص و الوصول إلى الحلول للمشكلات التي تعترضها ، و تأمل ما سيكون عليه الحال غداً،و على أثره تحاول الدول و الأفراد جاهدين لوضع خطط سليمة تلبي احتياجاتهم و تحقيق رغباتهم.
و إنني سوف أتطرق في هذه المقالة بعجالة إلى بعض النواحي التي سوف تبهرنا بما تحملها في قادم الأيام،خاصة مع التغيرات التي شهدها العالم العربي و الأزمة الاقتصادية الأوربية.
يشهد العالم الحديث سرعة كبيرة في التغيرات السياسية التي هبت على العالم العربي بسبب تراكم أسباب جعلت الشعوب تخرج عن طورها الطبيعي و دورها الذي تعودت الحكومات عليه طوال عقود من الزمن، وقد أتت هذه الثورات الغاضبة من خلفيات متشابهة ، حيث أنها عانت سنوات عجاف في المجالات التعليمية و الاقتصادية و الدور السياسي الإقليمي و الدولي.
و بما أننا ننظر إلى التغيرات المستقبلية التي سوف تحملها هذه الثورات فإني أرى أنها تبشر بكثير من التقدم و الرقي في المجالات كافة، و إن أول ثمار هذه التغيرات ستعجل بتقارب بين الدول العربية التي شهدت الربيع العربي و الدول الأخرى، حيث أن الشعوب التي تمسك بزمام الأمور  تطوق إلى التقارب مع جيرانه و أن روح الإتحاد متأصل فيهم و أن القومية العربية ستكون في الخطوط الأمامية لأي سياسة خارجية التي ستحرك البلاد في المستقبل، و إن هذا التقارب سيحمل أيضاً تقارباً تجارياً سيؤدي لفتح الأسواق العربية لبعضهم البعض مما سينشط الصناعات الداخلية خاصة أن الدول الأوربية تعاني من مشكلات اقتصادية داخلية.
و الجدر بالذكر أن المستقبل العربي سيشهد تكتلات سياسية جديدة على غرار ما تم في الدول الأوربية، خاصة بعد دعوة المجلس الخليجي لكل من المملكة الأردنية الهاشمية و المملكة المغربية، و ستتمثل هذه التكتلات في الاتحاد المغربي بالإضافة إلى جمهورية مصر العربية و ذلك لما لمصر من دور حيوي سياسياً و اقتصادياً في العالمين العربي و العالمي.و سيقضي هذا التقارب بين الدول على الخلافات التي تركتها الحكومات السابقة مثل قضايا الحدود و المياه.
أما عالمياً فتأتي الأزمة الاقتصادية العالمية الثانية لتلقي بظلالها على دول العالم كافة ، حيث تنذر أزمة ديون ايطاليا بأن تفتت الاتحاد الأوربي بعد أزمة يونان، و لكن مشكلة ايطاليا ليست يتيمة إذا ما علمنا أن الدور قادم على كل من اسبانيا و مملكة الدنمارك ، مما ينذر بتفكك الاتحاد الأوربي، و إذا ما تفكك الاتحاد الأوربي فإن الأنظار ستتجه إلى الصين باعتبارها القوة العظمى الوحيدة التي ستحكم العالم في العقود القادمة، خاصة أن أمريكا القوة العظمى تعاني من هشاشة النظام الاقتصادي الحالي و نسبة البطالة في أعلى مستوى لها، و أن أكبر الدائنين لها هي الصين، هذا بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تستطيع تحقيق أي نصر يذكر في الدول التي غزتها حتى الآن.
و لن يتوقف أثر هذه الأزمة على الدول الأوربية فقط بل سيمتد إلى أنحاء العالم كافة و الدول المتوسطية بشكل خاص، وذلك إذا ما علمنا أنها من أكبر المشترين لصكوك البنوك الأوربية على غرار الدول العربية و الخليجية.و ستمثل ذلك ضربة قوية للدول التي كانت تعتقد أن العملة النقدية الأوربية الموحدة بأمان من تغير الأسواق المرتبطة بالدولار الأمريكي، و كل ذلك ستجعل الشعوب في حيرة من أمرها عندما تطول طوابير العاطلين عن العمل في أنحاء العالم.

السبت، 29 يناير 2011

أبجديات النجاح(1)

بسم الله الرحمن الرحيم

أبجديات النجاح...

إننا نرى اليوم في جميع المكتبات، و الجامعات، وأرقى المعاهد، و الأكاديميات، كتب ومجلات ، صحف ، و دوريات ، يتحدث كاتبوها بلغات مختلفة ، قدموا من مشارق الأرض و مغاربها و لأسباب مختلفة كل يريد مبتغاه، من مالٍ ، وشهرة، إلى نشر الأفكار و تغير المعتقدات ، أتوا حبواً إلينا لأنهم وجدوا التربة الخصبة، حيث غفل الناس عن كثير مما كانوا يتسمون به أو كانوا قادة فيه .
منذ زمن لم تكن هذه الأشياء متوفرة بشكلها الحالي ، ولم تكن الأسباب كافية لتجعل الكاتب من أمريكا اللاتينية يسعى و يذهب ليكتب عن النجاح للقارة السمراء ولا لعالمنا الإسلامي و العربي، إذاً تغيرت الظروف و الأسباب ليتجه الجميع إلى أفضل عمل عرفته البشرية على مر التاريخ ، وهي تعليم وتثقيف الناس وإخراجهم من براثن الجهل إلى قمم معالي ، ولكن ليتهم لم يفعلوا ذلك أو على الأقل في مجتمعاتنا و التي كانت لها قصب السبق في إخراج الناس من الجهل إلى العلم والمعرفة وكل ما من شأنه أن يوصل الإنسان إلى أهدافه و غاياته . لقد استغل من قدم إلى بلداننا الظروف القائمة كل باتجاهه و ما يخدم مصالحه ، فكانوا رابحين بلا منازع ولا منافس ، حتى غدونا نرى اليوم كتب هؤلاء المؤلفين منتشرة في جميع المكتبات و البيوت وحتى السيارات . ولكن المشكلة والمعضلة ليست في قرأة الناس لكتبهم لكن أن ترى الناس يخلعون ثوب ثقافتنا و عاداتنا وتقاليدنا ونمط تفكيرنا و كذلك المبادئ الأساسية في عقيدتنا ، ليدعو إلى وقفة جادة و مراجعة شاملة كل لنفسه و مكانته في نشر العلم والثقافة في المجتمع ، و لكن حتى لا يفهم الأمر على غير وجهه نقول أن الإسلام أمر بأخذ العلوم والمعارف من المجتمعات الأخرى حيث ورد أن الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها ، فالأخذ من تجارب ، وخبرات الآخرين ليس حراماً شرعاً بل هي ضرورة ملحة في عصرنا الحاضر حيث لا يستطيع أحد أن يستغني عن الآخرين في كثير من الأشياء و من بينها تبادل الخبرات والمعلومات، وهذا ليس حراماً ما دام لا يخالف الشرع ولا يتعارض مع ما تعارف الناس عليه من عادات وتقاليد و أنماط العيش حتى لا تكون فتنة و فساداً في الأرض.
  و لأننا في قرية صغيرة حيث يعرف الإنسان ما يدور في الجانب الأخر من المدورة خلال ثواني ، فإن التواصل ونشر هذه الكتب والكتيبات أصبح أيضاً أمراً ميسراً، ولأن المال أصبح سيد الموقف وجدت المكتبات و دور النشر الفرصة مناسبة لترجمة كتب أناس لديهم أفكارهم و عقائدهم و ضربت هذه المؤسسات الاختلافات الجوهرية بين هذه الشعوب بعرض الحائط ، في حين كان الأفضل لهم مساندة الكتاب المحليين على الإنتاج و الإبداع و أن تسوق لهم كما تفعل لمعظم منتجاتهم الغربية المستوردة، علاوةً على ترجمة كتب من الحضارة الإسلامية لإبلاغه للدول الغربية.
  أنا لست هنا لدفاع عن أحد و لست في موقع الهجوم على أحد ولكن كما قال تعالى :  ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) . أذكر بدور كل إنسان في مجتمعه و وطنه. وكذلك الواجبات التي عليه حقوقه.
 النجاح والفشل، القيادة والتبعية، الأهداف والأماني و الطرق الموصلة إليهما ، و غيرهم الكثير من عناوين الكتب، والمجلات، و المقالات في الشبكة العنكبوتية ، والتي تزداد بشكل  متسارع كل يوم  رهيب مع زيادة الطلب عليه خاصة بعد الأزمة المالية و التي جعلت الكثير من الناس بلا شغل بين ليلة و ضحاها ، ونظراً لزيادة في عدد الكتب و كذلك زيادة إعلانات هذه الكتب لم أستطع مثل كثير من الناس  أن لا أتأثر بهذه الإعلانات و أبحث عن هذه الكتب و المواقع إلى أن جمعت الكثير منه و على حافة كل كتاب عبارة مشهورة ( أكثر كتاب مبيعاً في العالم ) ،و أصبح شغلي الشاغل أن أطالع هذه الكتب مثل كثير من الناس خلال الأزمة المالية فكل يريد أن يطور من مهاراته و أفكاره حتى لا يكون كبش فداء لغيره ، و أصبح الأمر معركة بين زملاء العمل بعد أن كانت المنافسة الشريفة الغائب الأكبر من كثير من المؤسسات و الشركات العلمية و المحلية.
 وبعد البحث عن مكنون النجاح و أسباب الفشل رأيت الكثير من الأمثلة الحية عن الناجحين و كذلك تجارب ممن سبقونا و التي ملئت صفحات التاريخ البشري سواءً من القيادات ، أو العلماء ، أو الفقراء والموظفين ، و لا أخفي أنني حاولت جاهداً تطبيق هذه النظريات و التجارب و كانت النتائج مرضية لي في مرات عدة و عكسية في أكثر المرات، وبعد كل تجربة أراجع أوراقي مع مراجعتي للكتاب الذي أخذت عنه لأجد أنني فعلت كما قيل ولكن لا يستقر ولا يطمئن فؤادي فاستشير من هو أكثر مني خبرة و علماً لأجد تفسيراً أو سبباً قد أكون غفلت عنه أو تناسيته.




                                                                   الجزء الثاني
                                                                        يتبع...

إليكِ ( ....)



كيف أجمع قواي
 كي ألمس قلمي و أكتب إليكِ حروفي
أضع كلماتي لعلها تبلغكِ أنتِ
أنتِ و أنتِ فقط
هنا الشوق يأخذني و الحرف يشدني
هنا أنا بين السماء و الأرض
هنا أحس أنني بين ذراعيك
دفئ الهواء
برد قارص
منخفض جوي
كلها نفساتكي أنتي
أحس بها و أنا على بعد مئات كيلومترات
أحسن بها و أنا بين السماء و الأرض
أعلم هذا جنون
إنه درب الهلاك 
أسئلة تراودني
تخنقني
تلح علي
بحثاً عن إجابات
أنتِ أيتها الحاضرة في القلب
أنتِ أيتها الغائبة خلف غبار الزمن
أنتِ أيها الهاربة من كتابات القدر
كيف اقتحمتِ قلبي
كيف أبدلتِ سكون روحي
باضطراب الجنون
كيف أبدلتِ محراب صلاتي
بمحراب العيون
ماذا أقول
و بماذا أحدثكِ
بلساني ؟ أم بدموع الفراق ؟
أأحدثكِ بوجودك الضارب في أعماق فؤادي ؟
أم بيأس من لقياكِ
رحلتِ و نحن لم نلتقي
سكنتِ فؤادي، بل عششتِ من المسافات
دعني أفصح لكِ اليوم
عن شيء يداعب خيالي بجنون
عن صمت طال و ما زال يطول
دعيني أحدثكِ
عن عذابات الفراق
عن شتات الكيان
دعيني أحدثكِ
عن آلام التي سئمت السكون
سأجمع شتات الروح للقياكِ
بلا ضعف و لا خجل
سأفاجئكِ بما يدور في خلدي
سأفضح نفسي  بين البشر
سأقول
لن أتردد، نعم
سأقول
سأقول
و لكن لحظة
.....
.....
لحظة
.....
هل سوف أستطيع الكلام؟

لن أستطيع الكلام
نعم
لن أستطيع الكلام
سأكون منشغلاَ بجمالكِ
هناك سألقى محرابي
محرابي الجديد
سأروي هناك ظمأي
و لن أستطيع الكلام
ثباَ، تباَ
كل يوم أخاطب نفسي
أني سأخاطبكِ
هكذا ، و هكذا
سأفعل هكذا
و لكن اليوم
ضاعت عني الكلمات
اليوم نسيت أبيات شعري
تلك الكلمات الذهبية
تلك الأبيات الخالدة
كفا، كفا
يتبع......