السبت، 29 يناير 2011

أبجديات النجاح(1)

بسم الله الرحمن الرحيم

أبجديات النجاح...

إننا نرى اليوم في جميع المكتبات، و الجامعات، وأرقى المعاهد، و الأكاديميات، كتب ومجلات ، صحف ، و دوريات ، يتحدث كاتبوها بلغات مختلفة ، قدموا من مشارق الأرض و مغاربها و لأسباب مختلفة كل يريد مبتغاه، من مالٍ ، وشهرة، إلى نشر الأفكار و تغير المعتقدات ، أتوا حبواً إلينا لأنهم وجدوا التربة الخصبة، حيث غفل الناس عن كثير مما كانوا يتسمون به أو كانوا قادة فيه .
منذ زمن لم تكن هذه الأشياء متوفرة بشكلها الحالي ، ولم تكن الأسباب كافية لتجعل الكاتب من أمريكا اللاتينية يسعى و يذهب ليكتب عن النجاح للقارة السمراء ولا لعالمنا الإسلامي و العربي، إذاً تغيرت الظروف و الأسباب ليتجه الجميع إلى أفضل عمل عرفته البشرية على مر التاريخ ، وهي تعليم وتثقيف الناس وإخراجهم من براثن الجهل إلى قمم معالي ، ولكن ليتهم لم يفعلوا ذلك أو على الأقل في مجتمعاتنا و التي كانت لها قصب السبق في إخراج الناس من الجهل إلى العلم والمعرفة وكل ما من شأنه أن يوصل الإنسان إلى أهدافه و غاياته . لقد استغل من قدم إلى بلداننا الظروف القائمة كل باتجاهه و ما يخدم مصالحه ، فكانوا رابحين بلا منازع ولا منافس ، حتى غدونا نرى اليوم كتب هؤلاء المؤلفين منتشرة في جميع المكتبات و البيوت وحتى السيارات . ولكن المشكلة والمعضلة ليست في قرأة الناس لكتبهم لكن أن ترى الناس يخلعون ثوب ثقافتنا و عاداتنا وتقاليدنا ونمط تفكيرنا و كذلك المبادئ الأساسية في عقيدتنا ، ليدعو إلى وقفة جادة و مراجعة شاملة كل لنفسه و مكانته في نشر العلم والثقافة في المجتمع ، و لكن حتى لا يفهم الأمر على غير وجهه نقول أن الإسلام أمر بأخذ العلوم والمعارف من المجتمعات الأخرى حيث ورد أن الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها ، فالأخذ من تجارب ، وخبرات الآخرين ليس حراماً شرعاً بل هي ضرورة ملحة في عصرنا الحاضر حيث لا يستطيع أحد أن يستغني عن الآخرين في كثير من الأشياء و من بينها تبادل الخبرات والمعلومات، وهذا ليس حراماً ما دام لا يخالف الشرع ولا يتعارض مع ما تعارف الناس عليه من عادات وتقاليد و أنماط العيش حتى لا تكون فتنة و فساداً في الأرض.
  و لأننا في قرية صغيرة حيث يعرف الإنسان ما يدور في الجانب الأخر من المدورة خلال ثواني ، فإن التواصل ونشر هذه الكتب والكتيبات أصبح أيضاً أمراً ميسراً، ولأن المال أصبح سيد الموقف وجدت المكتبات و دور النشر الفرصة مناسبة لترجمة كتب أناس لديهم أفكارهم و عقائدهم و ضربت هذه المؤسسات الاختلافات الجوهرية بين هذه الشعوب بعرض الحائط ، في حين كان الأفضل لهم مساندة الكتاب المحليين على الإنتاج و الإبداع و أن تسوق لهم كما تفعل لمعظم منتجاتهم الغربية المستوردة، علاوةً على ترجمة كتب من الحضارة الإسلامية لإبلاغه للدول الغربية.
  أنا لست هنا لدفاع عن أحد و لست في موقع الهجوم على أحد ولكن كما قال تعالى :  ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) . أذكر بدور كل إنسان في مجتمعه و وطنه. وكذلك الواجبات التي عليه حقوقه.
 النجاح والفشل، القيادة والتبعية، الأهداف والأماني و الطرق الموصلة إليهما ، و غيرهم الكثير من عناوين الكتب، والمجلات، و المقالات في الشبكة العنكبوتية ، والتي تزداد بشكل  متسارع كل يوم  رهيب مع زيادة الطلب عليه خاصة بعد الأزمة المالية و التي جعلت الكثير من الناس بلا شغل بين ليلة و ضحاها ، ونظراً لزيادة في عدد الكتب و كذلك زيادة إعلانات هذه الكتب لم أستطع مثل كثير من الناس  أن لا أتأثر بهذه الإعلانات و أبحث عن هذه الكتب و المواقع إلى أن جمعت الكثير منه و على حافة كل كتاب عبارة مشهورة ( أكثر كتاب مبيعاً في العالم ) ،و أصبح شغلي الشاغل أن أطالع هذه الكتب مثل كثير من الناس خلال الأزمة المالية فكل يريد أن يطور من مهاراته و أفكاره حتى لا يكون كبش فداء لغيره ، و أصبح الأمر معركة بين زملاء العمل بعد أن كانت المنافسة الشريفة الغائب الأكبر من كثير من المؤسسات و الشركات العلمية و المحلية.
 وبعد البحث عن مكنون النجاح و أسباب الفشل رأيت الكثير من الأمثلة الحية عن الناجحين و كذلك تجارب ممن سبقونا و التي ملئت صفحات التاريخ البشري سواءً من القيادات ، أو العلماء ، أو الفقراء والموظفين ، و لا أخفي أنني حاولت جاهداً تطبيق هذه النظريات و التجارب و كانت النتائج مرضية لي في مرات عدة و عكسية في أكثر المرات، وبعد كل تجربة أراجع أوراقي مع مراجعتي للكتاب الذي أخذت عنه لأجد أنني فعلت كما قيل ولكن لا يستقر ولا يطمئن فؤادي فاستشير من هو أكثر مني خبرة و علماً لأجد تفسيراً أو سبباً قد أكون غفلت عنه أو تناسيته.




                                                                   الجزء الثاني
                                                                        يتبع...

إليكِ ( ....)



كيف أجمع قواي
 كي ألمس قلمي و أكتب إليكِ حروفي
أضع كلماتي لعلها تبلغكِ أنتِ
أنتِ و أنتِ فقط
هنا الشوق يأخذني و الحرف يشدني
هنا أنا بين السماء و الأرض
هنا أحس أنني بين ذراعيك
دفئ الهواء
برد قارص
منخفض جوي
كلها نفساتكي أنتي
أحس بها و أنا على بعد مئات كيلومترات
أحسن بها و أنا بين السماء و الأرض
أعلم هذا جنون
إنه درب الهلاك 
أسئلة تراودني
تخنقني
تلح علي
بحثاً عن إجابات
أنتِ أيتها الحاضرة في القلب
أنتِ أيتها الغائبة خلف غبار الزمن
أنتِ أيها الهاربة من كتابات القدر
كيف اقتحمتِ قلبي
كيف أبدلتِ سكون روحي
باضطراب الجنون
كيف أبدلتِ محراب صلاتي
بمحراب العيون
ماذا أقول
و بماذا أحدثكِ
بلساني ؟ أم بدموع الفراق ؟
أأحدثكِ بوجودك الضارب في أعماق فؤادي ؟
أم بيأس من لقياكِ
رحلتِ و نحن لم نلتقي
سكنتِ فؤادي، بل عششتِ من المسافات
دعني أفصح لكِ اليوم
عن شيء يداعب خيالي بجنون
عن صمت طال و ما زال يطول
دعيني أحدثكِ
عن عذابات الفراق
عن شتات الكيان
دعيني أحدثكِ
عن آلام التي سئمت السكون
سأجمع شتات الروح للقياكِ
بلا ضعف و لا خجل
سأفاجئكِ بما يدور في خلدي
سأفضح نفسي  بين البشر
سأقول
لن أتردد، نعم
سأقول
سأقول
و لكن لحظة
.....
.....
لحظة
.....
هل سوف أستطيع الكلام؟

لن أستطيع الكلام
نعم
لن أستطيع الكلام
سأكون منشغلاَ بجمالكِ
هناك سألقى محرابي
محرابي الجديد
سأروي هناك ظمأي
و لن أستطيع الكلام
ثباَ، تباَ
كل يوم أخاطب نفسي
أني سأخاطبكِ
هكذا ، و هكذا
سأفعل هكذا
و لكن اليوم
ضاعت عني الكلمات
اليوم نسيت أبيات شعري
تلك الكلمات الذهبية
تلك الأبيات الخالدة
كفا، كفا
يتبع......